بعد ظهر أحد الأيام في أواخر شهر مارس الماضي، اكتشف أصدقاء العائلة أنثى طائر الكاردينال (نوع من العصافير يعيش في الأميركيتين) تستريح في فناء منزلهم، غير قادرة على الطيران.

فكرت أن الطائر ربما اصطدم بزجاج النافذة. وبدوري، أرسلت صورة الطائر إلى الخبراء في مركز «هارموني وايد لايف» Harmony Wildlife لإعادة التأهيل، طلبا للنصيحة. وهناك، أوصى الخبراء بوضع الطائر في وعاء أكبر بقليل من صندوق الأحذية، وإضافة بعض العصي والمناشف الورقية لمنعها من الانزلاق، ثم وضع الصندوق في مكان دافئ ومظلم. وقالوا إنه إذا ظل الطائر على قيد الحياة، فسيكونون سعداء بفحصه بحثاً عن إصابات عندما يفتحون في اليوم التالي. حتى مع العلم أن الصندوق سيتلف بسبب فضلات الطيور، عرضت طفلة من العائلة، وهي في الصف الثاني، على الفور تحويل صندوق مزين يدوياً إلى غرفة مستشفى لأنثى عصفور الكاردينال.

يموت ما يصل إلى مليار طائر من ضربات النوافذ كل عام - حتى الطيور التي تنجو من الاصطدام غالباً ما تموت لاحقاً بسبب النزيف الداخلي. وفكرت في أن صديقي ربما يفتح الصندوق في اليوم التالي ليجد الطائر ميتاً. ولكن هذا ليس ما حدث. عندما أخذ أصدقائي الصندوق إلى الفناء الخلفي في صباح اليوم التالي وفتحوه. شاهد الأطفال الكاردينال وهو يطير مباشرة إلى شجرة قريبة، حيث انضم إليها كاردينال ذكر كان من الواضح أنه رفيقها. وحلق الطائران معاً. مع الأخبار المليئة بكل من الكوارث البيئية الموجودة بالفعل والكوارث البيئية التي تقترب بسرعة، أظل أعود إلى هذه القصة السعيدة. كما أنني أفكر كثيراً في صديقتي الصغيرة وأخواتها، الذين كانوا جميعاً حريصين على المساعدة، حتى إن كان ذلك ينطوي على التضحية. تُرى كم عدد البالغين الذين هم على استعداد لتقديم تضحيات نيابة عن جيرانهم في الحياة البرية والكوكب الذي نتشاركه؟

ليس عدداً كافياً ربما لهذا السبب ركبت سيارتي وذهبت مباشرة إلى مكتبة «برناسوس»، بعد قراءة مقال عن الأطفال الذين يهتمون بالعالم الطبيعي. وقفت أمام مجموعة كبيرة من الكتب التي تركز على الطبيعة في قسم الأطفال، أدركت أن المكتبة المجانية الصغيرة الخاصة بالأطفال في منزلي في حاجة ماسة إلى ضخ عناوين تساعد كوكب الأرض. كانت بعض الكتب التي أحضرتها للمنزل في ذلك اليوم عبارة عن قصص هادئة عن متعة التواجد في مجتمع مع العالم غير البشري.

تصف قصة «شجرة المدينة»، بقلم شيرا بوس، الطريقة التي تتغير بها الحياة نحو الأفضل عندما يزرع عمال المدينة شجرة أمام مبنى يقيم فيه طفل، حيث يمكن أن يسمع أصوات العصافير بدلاً من ضجيج شاحنات القمامة. تضمنت القصة أربع صفحات من المعلومات حول كيفية مساعدة الأشجار الحضرية للناس وكيف يمكن للناس مساعدة الأشجار. إنني متحيزة للقصص كوسيلة لإلهام التغيير، لكن العديد من الأطفال يستجيبون بشكل أفضل للحقائق. وبالنسبة لهؤلاء الأطفال، هناك الكثير من العناوين الخاصة بالطبيعة أيضاً.

كتب «بيتر وولهبين» كتاباً بعنوان «ما نوع الحياة البرية خارج منزلك» وكتب «دان روس» «كتاب الأطفال عن مراقبة الطيور»، وكلاهما غني بصور الطبيعة ومزود بمقترحات تدعو الأطفال لاستكشاف النظم البيئية الخاصة بهم ومساعدة جيرانهم في الحياة البرية. سيشعر الأطفال حتما بالقلق بشأن سلامة الأشياء البرية خارج أبوابهم، ولكن هذه الكتب تعلمهم كيفية المساعدة.

أما الكتب المصورة المفضلة لدي، فهي تلك التي تتضمن متعة رواية القصص الخيالية مع المعلومات التي يحتاجها الأطفال لفهم ما يحدث لكوكبهم - كل ذلك بطرق تمكّنهم بدلاً من جعلهم يشعرون بالرعب. أحد أفضل الكتب الجديدة من هذا النوع هو «عالم واحد» من تأليف نيكولا ديفيز ورسوم جيني ديزموند. يبدأ الكتاب في الدقيقة الواحدة قبل منتصف الليل ويسافر عبر الكرة الأرضية ساعة بساعة، ويتبع طفلين أثناء تحليقهما حول الكوكب.

في كل محطة في هذه الرحلة الخيالية، يتعرفان على أنواع الحيوانات المعرضة للخطر بسبب تدهور الموائل، واحترار المناخ وما شابه. والرسوم التوضيحية السحرية للرسامة ديزموند مبهجة ومشرقة، حيث تهتم بشرح كيف أننا ما زال بإمكاننا إنقاذ هذه المخلوقات. هذه هي الرسالة أيضاً من الإصدار الجديد من كتاب «أفضل أمل في الطبيعة» لدوجلاس دبليو تالامي، وهو نهج للحفاظ على البيئة يبدأ من المنزل. يقول تالامي في كتابه الذي كان الأكثر مبيعاً: «على مر السنين، أظهر البشر أننا بارعون جداً في تدمير الموائل.

الآن علينا أن نظهر أننا أذكياء بما فيه الكفاية ومهتمون بما يكفي لاستعادة ما دمرناه». هذه كلها معلومات مهمة للأطفال الذين يعيشون في بلد تتضمن ولاية واحدة فقط فيها، وهي ولاية نيوجيرسي تقوم بتدريس تغير المناخ لجميع الصفوف الدراسية، وحيث تشتمل مناهج العلوم لطلاب المدارس الإعدادية في أكثر من 40 ولاية على إشارة واحدة فقط إلى تغير المناخ. في ولاية فلوريدا المنكوبة بالأعاصير، لا تشير مناهج العلوم في المدارس المتوسطة إلى تغير المناخ على الإطلاق.

ربما يبدو من المبالغة بعض الشيء بالنسبة لشخص ما أن تحضر إلى المنزل مجموعة من الكتب البيئية المعدة ليقرأها أطفال جيرانها، لكن بالنسبة لي شعرت أن هذا يعطينا الأمل. عندما قرأت هذه الكتب، اتضح لي أن مؤلفي ورسامي الكتب المصورة يضعون الأساس لمستقبل مناخي أفضل من خلال الاستفادة من التعاطف الفطري لدى الأطفال وفضولهم وإحساسهم بالعدالة. تشرح هذه الكتب مدى أهمية المساعدة التي يمكن أن يقدمها الجميع، بما في ذلك الأطفال. إذا كان الطفل يستطيع أن يهتم كثيراً، ألا يجب أن نهتم أيضاً؟

مارجريت رينكل*

*كاتبة في صحيفة «نيويورك تايمز»

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»